sciene et technologie
  الرشوة مرض قاتل
 
الرشوة مرض قاتل إذا تفشى في بلد حل به الخراب
كتب: علاء الدين مصطفى  

الرشوة مرض خطير بل هي سرطان قاتل ومدمر للإنسانية كلها، إذا خالط جسما قضى عليه، وهي مفسدة للأخلاق ما خالطت عملا إلا أفسدته ولا نظاما إلا خلخلته، ولا طريقا منيرا إلا أظلمته ولا باطلا إلا رفعته ولا حقا إلا أنزلته وغيرته، حتى إنها إذا تفشت في وطن حل بهذا الوطن الغش محل الإخلاص والخيانة محل الأمانة، وكم أخرست الرشوة ألسنة، وكم وهنت ضمائر.

وإيمانا منا في مجلة الفرقان بخطورة هذه القضية التي أصبحت تدب في المجتمعات الإسلامية، ومما نسمعه فيما بين الناس من ذكر الرشاوى وتبادل الهدايا على المستوى الرسمي، ولما لذلك من خطورة عظيمة وهضم لحقوق الآخرين؛ أردنا أن نطرح هذه القضية في هذا التحقيق لنوضح خطورتها من نواحي عدة..

كشف الدكتور عادل الدمخي -الأستاذ بكلية الشريعة ورئيس مجلس إدارة لجنة حقوق الإنسان- أن هناك صوراَ عدة للرشوة، فهناك الرشوة الاجتماعية والسياسية والإدارية، والأخطر من ذلك الرشوة الانتخابية التي تصل بالشخص غير المناسب إلى المكان غير المناسب، إضافة إلى الرشوة الذي يطلق عليها الإسلام الغلول وهي استغلال الوظيفة والمنصب من أجل التنفيع.

انتهاك لحقوق الإنسان

وطالب الدكتور الدمخي بضرورة توعية الجمهور لخطورة هذه القضية وما قد ينتج عنها إذا ما استفحلت وصعبت السيطرة عليها، وضرورة الخوف من الله، وأيضا يجب العمل على إعادة النظام في الدوائر الحكومية لأن النظام يقضي على الرشوة. هذا بالإضافة إلى تغليظ العقوبة على المرتشين لا سيما إذا كانت هذه الرشوة تضر بالمجتمع مثل رشاوى المخدرات والرشاوى الانتخابية والسياسية.

- وقال الناشط في حقوق الإنسان د.الدمخي: أن الله لعن الراشي والمرتشي والرائش بينهما بل حرم كل الطرق التي تؤدي إلى الرشوة سواء الراشي أم المرتشي أم الوسيط بينهما، موضحا في الوقت نفسه أن الرشوة أفسدت أناساً كانوا مخلصين وبعيدين كل البعد عن هذه الجريمة بعد أن عودهم أصحاب المصالح على الرشوة والتي غالبا تكون على شكل هدايا حتي تنجز مصالحهم، وهذا بلا شك له أثر كبير على المجتمع في إفساد القلوب وحرمان الناس المخلصين من طموحاتهم ومشاريعهم، وإعطاء الفرصة الأكبر لأصحاب النفوذ والراشين وبين الدكتور الدمخي أن كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به، فكل إنسان يتعامل بالرشوة فقد أساء لأهله وذريته بل سيكون سببا لدخولهم النار.

- وأضاف: إن الرشوة اليوم أصبحت مرضاً بدأ ينتشر حتى في المجتمعات الخليجية التي تعد مجتمعات غنية، بسبب استغلال أصحاب النفوس المريضة للموظفين فمنهم من وقع في بئر الرشوة، ومنهم من نأى بنفسه عن هذه الجريمة، موضحا أن الراشي والمرتشي من أكبر المستهلكين لحقوق الإنسان لما يسببانه من حرمان للآخرين من أخذ حقهم الطبيعي.

الرشوة والسياسة

- من جانبه أكد د.عبدالله الغانم -أستاذ العلوم السياسية- بأنه يمكن محاربة الرشوة إذا كان هناك جدية ونوايا حقيقية تتبع من نقاط عملية أولها، أن يتم تحديد هؤلاء الأشخاص بعد ثبوت الرشوة عليهم وكشفهم أمام المجتمع مع المساندين والمتعاونين معهم.

ثانيا: يجب استخدام الإعلام لمحاربة الرشوة وتعرية من تثبت عليهم هذه الجريمة أمام المجتمع حتى يصبح شخصاً غير قادر على ممارسة هذا الدور في المستقبل.

- ورفض د.الغانم التستر على هؤلاء تحت ذريعة الفضيحة، مشيرا إلى أن التستر على أمثال هؤلاء يؤدي إلى عواقب وخيمة على المجتمع.

- وبين د.الغانم أن هناك من الأشخاص من أخطأ فتمت تنحيته من منصبه ولكن عين في مكان آخر مستشاراً، وكأننا نكرمه على الخطأ الذي ارتكبه موضحا أنه لو كان هناك قانون شديد الصرامة ثم شديد التطبيق فأعتقد أن هذه الظاهرة ستختفي من المجتمع.

ومن هنا أستطيع أن أقول إذا لم يطبق القانون على الكبير قبل الصغير وعلى الأغنياء قبل الفقراء فلم يكن له قيمة سوى الحبر الذي كتب به.

- وقال: إن الرشوة السياسية هي نوع من تبادل القوى بحيث يقوم أحد الأطراف باستخدام مركز مهم له في الحصول على منفعة معينة من شخص آخر يريد الحصول على مركز سياسي معين.

- وحذر د. الغانم من خطورة الرشوة السياسية؛ لأنها تعد من أخطر الرشاوى الموجودة في المجتمع معللا ذلك بأن الشخص الذي يصل إلى منصب معين ويكون بيده القرار فمن المؤكد بأن المجتمع سيعاني قضية فساد.

- وأشار إلى أن النائب الذي يصل إلى البرلمان من خلال الرشوة السياسية، سيستغل سلطة البرلمان لتمرير العديد من القرارات السياسية التي لا تخدم المجتمع بقدر ما تخدم أهدافاً له من الدرجة الأولى، وتخدم الطرف الذي أوصله لهذا البرلمان، أما إذا وصل إلى درجة وزير، فإنه سيجير كل مصالح الحكومة لمصلحته الخاصة، ومصالح المساندين له الذين أوصلوه إلى هذه المكانة، وبالتالي فإن الرشوة تنتقل من فساد بين طرفين إلى فساد مجتمع بأكمله.

تطبيق القانون

من جانبه أكد المحامي مبارك الشمري -عضو مجلس إدارة جمعية المحامين- على وجود الرشوة في بعض إدارات الوزارات إلا إنه أشار إلى أننا لا نستطيع أن نطلق عليها ظاهرة؛ لأنها تعد حالات فردية، وهذا واضح من خلال القضايا التي ترفع ضد هؤلاء في ساحات المحاكم.

- وبين أن عقوبة الراشي موجودة في القانون وهي أن يفصل من الخدمة ويسجن مدة تتراوح بين خمس سنوات إلى عشر سنوات، ولا يجوز توظيفه مرة أخرى؛ فالسلطة التشريعية شرعت وجرمت كل من يتعامل بالرشوة، ولكن يجب احترام قانون الإجراءات الجزائية بحيث يطبق تطبيقا سليما حتى يضبط هذا الراشي بالشهود وبعد ذلك يحال إلى المحكمة، وتكون أدلة الاتهام واضحة دون لبس؛ لأن هذا القانون هو الذي نظم كيفية القبض والتفتيش وتحويل أي متهم يرتكب جريمة إلى النيابة.

- وطالب الشمري بأن يكون هناك قسم خاص للرشوة حتى تتمكن وزارة الداخلية من ضبط هؤلاء بالأدلة والبراهين وتقديمهم إلى المحكمة؛ لأننا نرى للأسف أن معظم قضايا الرشوة تكون غالبا غير مكتملة الجوانب وبالتالي يستطيعون أن يخرجوا من القضية بسهولة علما بأن معظم هؤلاء معروف عنهم أنهم مرتشون.

الرشوة في اللغة هي المحاباة

قال ابن منظور في لسان العرب: الرشوة والرشاوى: المحاباة..  إلى قوله وهي: العمل وجمعها -رشى- بضم المهملة.

والراشي من يعطي الذي يعينه على الباطل والمرتشي الآخذ والرائش الذي يسعى بينهما يستزيد لهذا وينتقص لهذا.

منشأ الرشوة

ومنشأ الرشوة وابتداعها كما دلت عليه النصوص القرآنية. هو: من اليهود وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى في قوله تعالى: -سماعون للكذب أكالون للسحت- قال المفسرون: السحت هو الرشوة؛ وقال بعضهم. هو كسب حرام. وقد امتدت الرشوة وتصاعدت حتى أخذها بل وتعامل بها المنافقون، وصارت من مميزاتهم الخبيثة وصفاتهم الذميمة، وفاقوا اليهود في التعامل بها ومصداق ذلك قوله تعالى: -ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا- وهذه الآية نزلت في اليهود والمنافقين وذلك عندما صارت خصومة بين يهودي ومنافق. ولما بدأ التحاكم والتداعي بينهما قال اليهودي هيا بنا إلى محمد  صلى الله عليه وسلم . وما  ذلك إلا لعلمه أن محمدا لا يأخذ الرشوة. ولكن المنافق قال: لا بل نتحاكم إلى اليهود لعلمه أنهم يأخذون الرشوة؛ بل وسيمكنونه مما يصبو إليه.

ولنا معشر المسلمين العبرة في هذه القضية؛ كيف أن اليهودي يصر على المحاكمة على يد الرسول الأمين صلوات الله وسلامه عليه؛ لأن محمداً سيمكنه من حقه بالحق. ولا يظلم أحدهما. أما المنافق فلا يرغب التحاكم إلا إلى اليهود لعلمه أنه سيحصل على مال غيره بالباطل بالحرام بـ -الرشوة- ومن قصة اليهودي والمنافق الدليل الواضح على أن الرشوة من أعمال ومن صفات اليهود والمنافقين.

الرشوة والكذب

وقد قرن الله تبارك وتعالى بين الرشوة والكذب كما في قوله سبحانه: -سماعون للكذب أكالون للسحت-؛ وهذا بلا شك الكذب من عادات وأعمال اليهود والمنافقين، بل وهو من شعائرهم وعلاماتهم ومصداق ذلك ما ورد في هذا الحديث الشريف.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال: >آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان< فماذا بعد هذه الصفات. الذميمة القبيحة إلا جهنم لمن دام عليها؟ فالكذب فجور وهو هلاك صاحبه وقائده إلى النار، وإخلاف الوعد قرينه، والخيانة هي فسخ الأمانة عن عاتق صاحبها وهلاكه.

حكم الرشوة في الإسلام

الراشي خائن، والمرتشي خائن والرائش خائن، وفي الحديث الآتي حكم هؤلاء الثلاثة الخونة.

عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: >لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما<.

والرائش الوسيط - الساعي بين المسلَّم والمستلم. ولعل قائلا يقول لماذا يكون حكم -الرائش وهو لا يأخذ شيئا- كحكم المعطي والآخذ؟ والجواب: أولا أنه حكم عليه من لا ينطق عن الهوى  صلى الله عليه وسلم . ثانيا: كما أن الدال على الخير كفاعله؛ فإن الدال على الشر كفاعله قياسا.

وما أسوأ حالهم جميعا والعياذ بالله فمهما ارتشى المرتشون ومهما أكلوا من أموال الناس حراما فحالهم من أسوأ إلى أسوأ؛ لأن الحرام يذهب الحلال ويفنيه وهذا الحديث الآتي أيضا فيه اللعن للراشي والمرتشي.

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: >لعن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  الراشي والمرتشي< واللعن هو الطرد من رحمة الله - ومن لا يرحمه الله فمن يرحمه غيره -ومن يغفر الذنوب إلا الله-.

الرشوة قبر للأمانة، ترفع الخامل العاطل، وتضع المجد العامل، وتقدم الجهلاء وتؤخر الأكفاء، وكم من صاحب حق سلبته حقه، وأصبح يقلب كفيه، ليس له إلا الصبر على المهانة والحرمان، أو الإقدام على من سلبه حقه ليقتله، رغبة في استعادة حقه منه. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تطور الرشوة بتطور العصور

إن للرشوة بداية أو بدايات لا تأتي إلا بها وهي طرق تمهد للوصول إلى قمة التراشي والسعي وراء ذلك. ومن الأشياء الأولية التي ينبغي أن تتوفر هي:

- النوع الأول - الوساطة: وهي الداء السام التي تعكس الأنظمة والقوانين فتردها وكأنها لم تكن شيئا. وهي غنية عن التعريف إنما تحتاج إلى بذل جهود راسخة للحصول على المطلوب، وهي الآن عند المجتمع أعظم وأبلغ من الرشوة. لكونها جهرية مرئية ملموسة. إلا ما كان يوجبه الشرع ويقتضيه فلا بأس في التوسط فيما ينفع الناس في أعمال الخير.

- النوع الثاني - الهدية: وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم وفي سورة النمل - فيما أخبر به سبحانه من أمر بلقيس ملكة سبأ باليمن وذلك عندما أتاها خطاب سليمان عليه السلام، وأرادت أن تعرف يقينا عن أمر سليمان. فأخبر سبحانه بقولها: -وإني مرسلة إليهم بهدية-؛ لعلمها أنه إذا كان سلطانا فإنه سيقبل الهدية. وإن كان نبيا أو رسولا فإنه لا ولن يقبل ذلك. وقد كانت هديتها لبنة من الذهب فلما قدمت إلى سليمان عليه السلام من رسل بلقيس جعلها تحت الدواب لتبول وتروث عليها. فصغر ذلك في أعين الرسل الذين أتوا بها، وألزمهم سليمان عليه السلام بإعادتها إلى ملكتهم. فلما أتوها وأخبروها بما فعل سليمان عليه السلام عرفت أنه نبيّ واهتز عرشها من هيبته.

- و-الهدية- إلى المسؤولين غنية عن التعريف فالكل يعرفها عاميا كان أم غيره. وهي من أكبر المصائب في الأرض، بل هي عين الرشوة - وهي ظلام الحقوق وقبرها وهي التي تهدم الدور وتخرب البيوت وهي أشهر ما يعرف في عالمنا اليوم حيث حلت محلاً عميقاً من نفوس أهلها. ولعلم الرسول  صلى الله عليه وسلم  من ربه عز وجل، بأن الهدية ظلام من ظلمات بعضها فوق بعض، وأنه قد لا يأخذها إلا ذو منصب أو في الأمصار والأقطار حذر منها فيما يروى عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : >هدايا الأمراء غلول< والغل هو الغش والخيانة.

وقال ابن منظور: والغل بالكسر: هو الغش والعداوة والضغن والحقد والحسد. جمعه غلول. وغلولا: يخون. وغلا: بكسر أوله: هو مجاوزة الحد والإفراط.

وكثير من الناس لا يقدم شفاعة ولا يقدم خيرا إلا ليعطي مقابلها هدية على حسن صنعه، ومن كان هذا عمله فقد أكل الربا بعينه وقد أخبر بذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام فيما يروى.

عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال: >من شفع لأحد شفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الرياء<.

- وقد نهى  صلى الله عليه وسلم  العمال الذين كانوا يرسلون لجلب الزكوات والذين يوكلون على حفظ الغنائم عن الغلول وعن قبول الهدايا. بل وتوعدهم بحمل ما غلوا على أكتافهم يوم القيامة. كل يأتي بما غله سواء كانت هدية أم اختلاساً خفياً عن الأمير أو الحاكم وذلك فيما يروى.

- النوع الثالث: من أصناف الرشوة: الولائم: وهي أيضا من أرقى عناصر الرشاوي والهدايا. فإذا قام شخص بعمل وليمة لأي مسئول فقد استحوذ عليه بل استأسره بهذه الوليمة لاسيما وإذا كانت الوليمة عملت قبل الشروع في أي موضوع عملت من أجله الوليمة. وحيث إن الباطل تمكن بل ورسخ في قلبه فليس يهمه إلا الفوز بالقضية باطلة كانت أم غير باطلة. والخوف كل الخوف من الحاكم الشرعي الذي تكون القضايا على يديه ويقيم حدود الله في أرضه. ولما كان لا بد وأن تسري الرشوة بين المجتمع ومن المجتمع إلى الحكام والله يعلم بحال عباده؛ نهى تبارك وتعالى عباده عن آكل المال بالحرام بالباطل فقال سبحانه: -ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون-.

الرشوة في الكويت

أكد استبيان حديث أجرته >القبس< على موقعها الإلكتروني وانتهى للتو، حيث اعترف كل واحد من ثلاثة -34 في المائة- بأنه دفع رشوة لشخص آخر، من أجل تذليل عقبات واجهته.

ولأن مبدأ الثواب والعقاب مهمل ولا يطبق، فإن المجاهرة بتلقي الرشوة جاءت هي الأخرى بنسبة عالية. إذ اعترف 13.5 في المائة بأنهم مرتشون، بل هم الذين طلبوا أموالا غير مشروعة مقابل إنجاز عمل.

وما يؤكد انتشار هذه الظاهرة أن 46.5% ممن استطلعت آراؤهم قالوا إن شخصا ما قد حاول رشوتهم.

هذه الأرقام تكشف، وفقا لإحصاءات منظمة الشفافية العالمية، أن الرشوة في الكويت متفشية بنسب أعلى مما هي في أي بلد ديموقراطي متقدم؛ ففي الولايات المتحدة وبريطانيا يعترف واحد في المائة فقط بأنه يدفع رشوة. وترتفع هذه النسبة في ألمانيا وفرنسا إلى اثنين في المائة وإلى ثمانية في المائة في بولندا.

 
  Aujourd'hui sont déjà 12042 visiteurs (28027 hits) Ici!  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement