
في الذكرى الرابعة لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين
قوي الإرادة ..عقل حكيم ..صاحب الابتسامة التي لا تغيب
غزة- ريما عبد القادر
"الياسين العقل السياسي الواعي، المجاهد شيخ المقاومة كل هذه الصفات تنطبق على شخص بعينه يحمل في فؤاده كل معاني الحنان لأبناء فلسطين، استطاع بكلماته الدافئة أن يستقطب قلوب الصغار قبل الكبار، فلم يكن المرء يتصور أن الإنسان الذي يتكلم عن المقاومة والعمليات الاستشهادية هو صاحب البسمة والنظرة الحنونة".. بهذه الصفات وصف طلبة الجامعات في مدينة غزة الشهيد الشيخ أحمد ياسين بعد أن اقتربت مراسلة "القدس" منهم لتلتمس هذه المعاني .

أب لفلسطين
"أب لأبناء فلسطين جاهد من أجل أن يؤسس فينا أجيال تجاهد في سبيل الله تعالى، وفي الوقت ذاته أن نتمسك بالعلم" بهذه الكلمات استهل الطالب أحمد القطاع من كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية حديثه مع مراسلة "القدس"
وأوضح أنه أخذ منه الصبر والحكمة، فقد كان من الطلبة الذين تأثروا بخطابته التي تخاطب العقل والقلب، فرغم إعاقته إلا أن ذلك لم يمنعه بأن يتهاون ولو بعض الشيء عن الجهاد في سبيل الله تعالى .
وأردف قائلاً : "لا زلت أتذكر كيف وقع عليّ خبر استشهاده كان يوم مؤلم فلم أجد إلا الدموع وحدها لتعبر عما يجول في داخلي ، شعرت أن فلسطين فقدت رجل يزن بعقله أمة، فلقد أراد الاحتلال بذلك أن يضعف عزيمة الشعب الفلسطيني لكنه لم يدرك بأن الشيخ أنجب العديد من أبناء فلسطين".
من جانبها أوضحت الطالبة فاطمة الزهراء دويك من الجامعة الإسلامية أن الشهادة كانت بمثابة اليد الحنونة التي مسحت دموعها في ذلك اليوم ، لما التمست منه معاني الحكمة والعقلانية في تصرفاته وأقواله مع الآخرين.
وأما الطالب نائل الخضري من جامعة القدس المفتوحة فيرى انه رغم كون الشيخ قائد ويحسب له الآخرين ألف حساب إلا انه كان يحمل كل معاني التواضع والبساطة "فلم تكن الابتسامة تفارق وجهه ".
وأضاف : فرغم انشغال الشيخ بالميدان السياسي إلا انه كان حريصاً دوماً على متابعة الشباب وحثهم بالتحلي بالأخلاق الإسلامية .
"كان يسكن بالقرب من منزلي فكان دوماً يجمع شباب المنطقة ويعمل على حل مشاكلهم ويساعد الكثير منهم على الزواج داخل أسوار منزله المتواضع فكنت اشعر بأنه أب حنون يجمع أبنائه ويحثهم على الخير " .
صاحب الابتسامة

بينما الطالبة نور الشوا من الجامعة الإسلامية تقول :" كنت أرى الشيخ رحمة الله عليه كثيراً فكان دوماً يذهب ليتفقد مدرسة دار الأرقم النموذجية فكانت بجوار منزلي فكنت كلما أشاهده أشعر بسعادة وبقوة بنفس الوقت " .
واستذكرت ضاحكة أنه في احد الأيام كانت سيارة الشيخ تسير بالقرب منها وكان بجوارها حصان وكانت سيدة تحمل خضار فاقترب الحصان منها وأكل شيء من الخضار فنظر إليها الشيخ وهو يضحك، " قائد جمع بين القيادة والقوة والابتسامة والضحكات الحنونة على من حوله " .
وأوضحت أن حب الشيخ لم يقتصر على أهل فلسطين فعند استشهاده كانت خارج فلسطين وشاهدت الحزن الذي ارتسم على أحبته بالدول الأخرى وإعلان الحداد في العديد من الدول، والكثير من الأشخاص لم تتحرك عيونهم عن شاشة التلفاز لمتابعة جنازة الشيخ، ولسانهم يردد " رحمة الله عليك ..اللهم تقبله شهيداً .." .
ووافقها بالرأي الطالب محمد حمدي من كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية بأن الشيخ رغم صلابته وإرادته القوية إلا أنه صاحب الابتسامة التي لا تغيب .
وأضاف: الشيخ لم يكن بالنسبة لي مجرد قائد سياسي بل كان والدي الثاني فقد أحبه الناس لحبه الكبير لهم فكان دوماً يحمل كل معاني الطيبة والتواضع والتضحية جسدها من خلال أفعاله ومعاملته للآخرين " فعندما سمعت خبر استشهاده شعرت كان أجزائي تتقطع حزناً وبالوقت ذاته لساني يقول مبارك لك إن شاء الله تعالى الشهادة " .
زلزل الاحتلال

وتبين الطالبة لينا أبو شعبان من الجامعة الإسلامية بأن الشيخ استطاع بفضل من الله تعالى أن يزلزل كيان الاحتلال الإسرائيلي " وعندما رحل عنا شعرت بأن القضية الفلسطينية فقدت رجل عزيز على قلوب الملايين لكنه ترك من بعده رجالاً يسيرون على نهجه " .
"فرغم زلزلته لكيان الاحتلال إلا أنه كان محبوب ، بسيط يتعامل ببساطة مع الناس رغم شأنه السياسي الكبير" بهذه الكلمات عبرت الطالبة ولاء عمار من جامعة الأزهر، موضحة بأن الشيخ جمع بين الاهتمام بالقضية الفلسطينية واهتمامه بالشباب وسمع مشاكلهم ومساعدتهم في حلها بقدر المستطاع وتوجيههم إلى الطريق الصحيح .
كما ويرى الطالب أحمد حلس من جامعة الأزهر بأن الشيخ هو معلم للأمة وصاحب عزة وشهامة عربية افتقدها الكثير من القادة " فقدانه خسارة للجميع إلى أن الله تعالى كرمه بالشهادة أدعو الله تعالى أن يرزقني إياها".
|