كفى صمتاً أمام:

هل أطفال مرضى السرطان يشكلون خطراً أمنياً على الاحتلال الإسرائيلي؟؟!
في إحدى غرف مستشفى النصر للأطفال وبالتحديد في قسم السرطان تسمع صوت اختناق أو بالأصح هي حالة احتضار للطفل عبد حسن أنور لم يتجاوز الخامسة من عمره مصاب بسرطان الدماغ ووالده أنور بالقرب منه تسمع نبضات قلبه وهي تبكي بصمت كاد أن يمزق جدران قلبه كيف لا وفلذة كبده يصارع الموت أمامه بعد أن كان طفله يتطاير كالفراشة في المنزل وضحكاته التي كانت تملأ المكان خاصة حينما بدأت حالته تتحسن شيئاً فشيئاً إلا أن الاحتلال أراد أن يقتل بسمة عبد أمام عيون والديه فتارة بمنعه من استكمال العلاج في مستشفيات الخط الأخضر بحجة أمنية وتارة أخرى لانتظار الموافقة وتأخير التحويلة واليوم الحصار والإغلاق فقد شاركوا جميعهم في قتل ليس عبد وحده بل الكثير من أمثال عبد الذين تلذذ الاحتلال بقتلهم فلم تشفع أجسادهم المريضة ولا حتى الصغيرة من تلقي العلاج الكامل..عذراً عبد ..عذراً قصي ..عذراً أطفال غزة فأنتم تشكلون خطر على أمن الاحتلال تارة بمرض السرطان وتارة بأجسادكم الصغيرة جداً التي أنهكتها المرض.

الطفل المصاب بسرطان الدماغ
الكمية تعطي النتائج
وبعد أن أغلق الدكتور محمد أبو شعبان رئيس قسم السرطان والأورام بمستشفى النصر للأطفال، ملف الطفل قصي عيسى ثلاثة سنوات وكتبت بجوار حالته متوفى لمنعه من استكمال العلاج لمرض السرطان داخل مستشفيات الخط الأخضر لكونه يشكل خطر على أمن الاحتلال، تساءل بنفسه بصوت مرتفع بعض الشيء كيف يمكن لطفل عمره ثلاثة سنوات أن يشكل خطر امني للاحتلال فيحرم من العلاج ؟؟!.
وأوضح د. أبو شعبان أن قصي ليس الطفل الوحيد الذي يمنع من العلاج بحجج أمنية فيوجد غيره الكثير خاصة بمرافق الطفل لكن الأمر يكون أكثر صعوبة حينما يمنع الطفل ذاته.
وأشار إلى أن علاج مرض السرطان يحتاج إلى مجموعة من الأدوية ونقص واحد منها يؤثر بشكل مباشر على الحالة الصحية للطفل.
وذكر بأن العلاج ينقسم إلى ثلاثة أنواع منه علاج جراحي وإشعاعي وكيماوي ويكون لكل طفل جرعة معينة من الدواء لها توقيت زمني محدد وأي خلل بذلك سيكون له انعكاسات خطيرة على الطفل.
ونوة إلى أن العلاج الكيماوي يعطى من خلال مجموعة من الأدوية بنفس الوقت جمعت جرعاتها بناء على دراسة حيث أن تناول الطفل المريض المجموعة بشكل منظم ومتكامل يعطي نتائج جيدة لكن غير ذلك لا.
وأردف قائلاً :" بسبب الحصار والإغلاق كثير ما تعاني المستشفى من نقص بالأدوية مما لا يعطي النتائج المطلوبة للمريض فنعمل على طلب تحويلة للطفل للعلاج خارج قطاع غزة".
ممنوع أمني
وأضاف: بأن مشكلة التحويلة تتطلب كثير من الوقت مما يؤثر على صحة الطفل فبداية يجب موافقة المستشفى على الطفل والموافقة لا تكون بشكل دائم وبعد ذلك يكون الطفل بحاجة إلى تنسيق أمني وكثير من الأحيان يرفض مرافق الطفل وبعض الأحيان يرفض الطفل نفسه بحجج أمنية.
واستذكر في ذلك الوقت الطفل قصي عيسى بأنه بعد استقباله من قبل مستشفى الخط الأخضر وحصل على بعض جرعات العلاج لم يستطع استكمال العلاج لكونه منع من العودة للمستشفى بسبب أنه ممنوع امني إلى أن توفى الطفل.
وذكر وجود الطفل فضل كشكو الذي كان بحاجة إلى إجراء له تحاليل معينة غير متوفرة في قطاع غزة لمعرفة كمية ونوع العلاج المطلوب إلا أنه مكث شهر ينتظر الموافقة لكنه لم يحصل عليها وظل طوال هذه الفترة بدون علاج.
وأردف أبو شعبان :" لقد تم إعطاء الطفل العلاج رغم عدم القدرة على إجراء له التحاليل اللازمة وبقاء الطفل بدون علاج يعرض حياته للخطر".
الكهرباء
ورغم أهمية الدواء لعلاج الطفل المريض إلا أن وجود الكهرباء بالمستشفى لاتقل أهمية عن الدواء وانقطاع التيار الكهربائي يشكل خطر كبير على حياة الأطفال المرضى وحول ذلك أوضح د.أبو شعبان أن مريض السرطان يحتاج إلى علاج من خلال استخدام أجهزة التنفس والتدفئة وعملية تحضير العلاج الكيماوي لا يتم تحضيره إلا من خلال الكهرباء للحفاظ على العلاج فقطع التيار الكهربائي يؤثر على حالة الطفل المريض.
ونوة إلى أن الحصار له دور كبير في نقص الأدوية وفقدان أي نوع من أدوية علاج مرض السرطان سيكون لها نتائج عكسية على صحة الطفل، داعياً الله تعالى بأن يكسر الحصار بشكل شامل.
الموت أو التحويلة
لا أعلم إن كان الموت أسرع أم حصول الطفل أسامة ثلاث سنوات ونصف مصاب بسرطان الدم على التحويلة للعلاج بمستشفى الخط الأخضر أسرع؟؟؟
فحينما تنظر إليه ولا تسمع صوت له بعكس أطفال أخرين بالعالم بمثل سنهم يلعبون ويضحكون ويقولون بابا ..وماما تجد أن أسامة يدخل في دائرة استهداف الاحتلال بقتله بدون ذنب.. ذنبه الوحيد بأنه طفل فلسطيني يريد أن يتخلص من مرض سرطان الدم ويعود إلى بيته في أحضان والديه وليس أن يكون أسير سرير المستشفيات طول طفولته وحياته.

وعن حالته قال د. أحمد مرتجى أخصائي طب أطفال: "إن الطفل أسامة يعاني من مرض سرطان الدم مما نتج عنه قلة المناعة في جسده مما يتطلب حصوله على إبر لتقوية المناعة لديه".
وأضاف: لقد أرسلنا لمستشفيات الخط الأخضر طلب تحويلة مستعجلة لعلاج الطفل إلا أن التحويلة تحتاج لأكثر من عشرة أيام وهذه الفترة تهدد حياته.
وختم كلماته بمناشدة بتوفير جهاز رنيم مغناطيسيMRI للمستشفى لأهميته في تشخيص مرض السرطان بشكل مبكر في مراحله الأولى، مبيناً بأن مستشفيات غزة تفتقر لهذا الجهاز رغم أهميته.
كفى صمتاً أمام موت الأطفال
كل من يطلع على موضوع مرض سرطان الأطفال عليه أن يعلم جيداً بأنه ممكن أن يكون طفله الذي يموت من مرض السرطان ويكون هو الأب الذي يقتل تكراراً وهو ينظر إلى طفله وهو يموت أمامه فماذا سيفعل بذلك الوقت؟؟؟ فعلى كل من يستطيع أن يكسر الحصار لا يتردد بذلك ولا يتلذذ العالم بصمته أمام موت أطفال غزة فغزة ليس بحاجة إلى بعض الأدوية أو بعض المساعدات والمظاهرات والشعارات التي سرعان ما تنام بعد حركة قليلة أمام معاناة غزة فموت الطفل قصي وغيره الكثير من الأطفال مسؤول عنه كل من يصمت أمام حصار غزة.
"اللهم اشفي مرضى أطفال غزة"
|